و أنا أقرأ كتاب فن الإنطلاق للكاتب غاي كواساكي الذي توصّلتُ به البارحة وجدتُ عدة أسرار حول طُرُق إطلاق المشاريع كيفما كان نوعُها بنجاح و عزيمة.
هاته الطُرُق التي وجَدتُ نفسي أطبّقُها دون إدراك بالتجربة في كُل مشاريعي (أيضاً في مجتمع تقانة) و أرغب في مشاركتها معك
هاته الأسرار قد يغفلُ عنها أغلب رُوَّاد المشاريع سواءاً كانت مواقع أو شركات و بالتالي وَجَبَ عليّ التذكير بها فهي من أساسيّات الإنطلاق في النجاح بدل الإعتماد على الدورات المُعقّدة في مجال إطلاق المشاريع.
في هذا المقال ستكتشفُ معي 7 أسرار لإطلاق مشروعِك بنجاح إن شاء الله، و أتمنّى أن تُشارِك هاته الأسرار مع من حَولك
هيّا بنا !
أَسْرَار إطْلاَق المَشَارِيع النَّاجِحَة بِكُلِّ بَسَاطَة
1. إجعَل لمشرُوعِك معنَى
إجعَل العالَم مكان أفضل
الشيء الأكثر روعة في إطلاق المشاريع يكمُنُ في ربط المشروع بغاية أسمى من ربح المال، فالمال يُمكِنُ الحصُول عليه في أي وقت و يُمكِنُ فقدانهُ في أي وقت في لمح البصر، إذن المال ليس هو السعادة الحقيقيّةمشرُوعُك ليس فقط وسيلة لرسم السعادة على مُحيّاك أو لتربَح المال و تستمتِع وَحدَك بل هُو أكثر من ذلك، كم مرّة بحثت عن شيء أرَدتَ شراءه و لم تجِدهُ إلّا بصُعُوبة ؟ كيف كان إحساسُك عندما وجدتَ ذلك المنتوج أو ذلك الشخص الذي يُقدِّمُ تلك الخدمة ؟
نفس الشيء عليك زرعُهُ في مشرُوعِك منذ أول يوم، ما الذي ستقُولُه للناس عندما يسألُونَك عن مشروعِك و ما الذي يُقدِّمُه ؟
هذا هو المعنى، مشرُوع دون معنى عميق كـ “جعل العالم مكان أفضل” أو “رسم البسمة على قلوب الناس” أو حتى “الرقي بالعميل الفلاني و مساعدته على…”
المعنى هنا هو الرسالة، و أفضل طريقة لصياغة الرسالة هو طرح سؤال “لماذا ؟” عن كُل أهداف مشروعِك، ستُلاحِظُ أن كُل أهدافِك تَدُور حول معنى واحِد، إن وجَدتَ مشاكِل في تحديد المعنى أو الرسالة لا تتردّد في التواصُل مع مدرّب تنمية ذاتية أو ضَع تعليق أسفل هذا المقال تشرحُ فيه أهداف مشروعِك
لا وُجُود للمنافسة
كي ينجَحَ مشرُوعَك و يلقى إقبالاً من طرف الناس لا تُفكِّر أبداً في تحطيم المنافسة، فهي تَقُوم بدورها و ابحَث أنت عن دورِك أو دورِ مشرُوعِك سواءاً كان بإخراج منتوج مُفيد لشريحة معيّنة من الناس (سوق مُحدد) أو وفِّر منتوج أو خدمات الشركات في نفس مجالك بجودة أكبر/تكلُفة أقل و هذا كي تُساعِد الزبون على الحصول على منتوج بجودة و ثمن أقل.لقد كان هدفي شخصيّاً عندما بدأتُ في عالم ريادة المشاريع على الأنترنت تحطيم المواقع الأخرى، و هذا راجعٌ بالأساس للجهل الذي كان لدي في ذلك الوقت أن النجاح ليس في التركيز على المنافسة بل في التركيز على زُبنائك (و زُوّارِك بالنسبة للموقع).
شخصيّاً عندما أسّستُ مجتمع تقانة لم أقُم بأي دراسة للسوق و لم أقُم حتى بالبحث عن ما يُريدُهُ الناس، بل بدأتُ فوراً المغامرة و في كُل يوم أكتشفُ شيئاً جديداً
2. صَمِّم شِعَار قوِيّ
ما هُو الشّعار ؟
لا أقصدُ هنا الشعار المرئي بل الشعار الذي سيُردِّدُه كُل من زار مَوقِعِك أو اشترى أحد منتوجاتِك أو حتى من شاهَد أحد إعلاناتِك.فالشعار المتميّز يعكِسُ الهدف الأسمى من إنشائك لموقِعِك بشكل مُبسّط و متميّز
الشعار vs الرسالة
عكس الرسالة التي قد تتكوّن من عدة أسطُر و جُمَل مُعقدة، فالشعار لا يتجاوز 4 كلمات و يكُون سهل الحفظ.الشعار للزوّار و الزبناء، أما الرسالة فلفريق العمل و لتأطير نظام العمل داخل شركتك وفق رؤية و رسالة واحدة !
كيف أصمّم الشعار ؟
كما شرحتُ في دورة أسرار التدوين الإحترافي و مضاعفة الأرباح فالشعار يخضعُ لعدة معايير أذكُرُ منها :- الشعار يجب أن يَكُون قصيراً
- الشعار يكون جذّاب و متفرّد
- الشعار يُخاطِبُ عواطِف الزوار أو الزبناء
3. إبدَأ مُبكِّراً
الكمال يأتي من الأخطاء و من الخطأ نتعلّم
من الأخطاء التي يقعُ فيها أغلب الناس هو أنّهُم ينتظرون اللحظة الذهبية من أجل الإنطلاق، و هذا سبب أساسي في الفشل، فأنت في سباق و عليك عندما يُصَفِّرُ حَكَم السِّباق الإنطلاق دون انتظار الظروف حتى تكتمل، فالطريق ستظهَرُ و أنت في الطريق لا و أنت جالس مكانك.هذا ما أفعَلُهُ في كُل مشاريعي و لله الحمد، أنطلِقُ دُون انتظار اللحظة الملائمة، أنطلِقُ و أسأل الله التوفيق
لا تترُك الفرصة تذهب من أمام عينَيك بل إنطَلِق !
قصّتي مع مجتمع تقانة
إن قُمت بزيارة هذه الصفحة : http://taqana.net/changelogستُلاحِظُ أن مجتمع تقانة ليس وليد اللحظة، بل مرَّ بعدة إصدارات و هذا ما أريدُك أن تفعَلَهُ بالضبط، لا تنتظر اللحظة الملائمة للبدأ بل قُم بتأسيس أوّل إصدار ثم أَتبِعهُ بالثاني و هكذا…
لا تنسَ أن لا تهتمّ بالمفردات، فبإمكانِك الإعتماد على أسرار الكايزن بطُرُقِك الخاصة و ليس بالضرورة عن طريق الإصدارات.
4. حَدِّد طُرُق الرِّبح
ليس بالضرورة “أدسنس” !
يُوجَدُ عدة طُرُق لتمويل مدوّنتِك أو مشروعِك كيفما كان نوعُه، إبحَث عن هاته الطُرُق بسؤال أحد الناجحين في مجالِك، لا تسأل الفاشلين بل الناجحين فقط، عندها سيكُون بإمكانك التوفيق بين أفكارِك السابقة و الأفكار التي ستكتسبُها، قارن بين كفاءة وسائل الربح و اختَر الأفضل.لا تتردّد أبداً في تجربة وسائل لتمويل مشروعِك باعتماد عيّنات تجريبيّة من الزبناء (قائمة بريديّة) أو على قائمة أو موقع سابق لديك.
إبتَكِر طُرُق جديدة
إيباي، أمازون، جوجل، فيفرر، خمسات، حسوب، كُل هاته الموقع أبدَعَت أساليبها في الربح و بإمكانِك أنت أيضاً إيجاد طريقة جديدة للربح من مشروعِك.سواءاً كانت هاته الطُرُق تعتمِدُ على الشراء المباشر، شراء اشتراك في قائمة بريديّة أو شراء كوبون ولوج لمحتوى حصري على موقعك، كل هذا ممكِن إن وقفت للحظة عن العمل، و التأمُّل في الإمكانيّات التي تُوجَدُ أمامك !
5. الدُّعاء و القلب
ضرورة الدُّعاء
الدعاء عامِل أساسي في النجاح، فالعبدُ الذي لا يتوكّلُ على الله حتى مع العَمَل لن يتمكّن من تحقيق نجاح باهِر !فنحن (البشر) ضُعفاء و نحتاج لتوفيق الله كي نتمكَّن من إنجاز مشاريع جد قويّة و ناجحة، إرفَع أكُفَّك للدعاء مع العمل و ستُلاحظ أنك على طريق النجاح و أن كُل المشاكل بدأت تُحَل لوحدها
لكن العمل ضروري، قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم :
القلب
القلب هو المُحرِّك الذي يُعينُ صاحبه على الوصول لقُدُراتِه الكامنة و قد تكلّمتُ عنه في مقالتي حول أسرار الكايزن !6. قَسِّم الأهدَاف الكبِيرة
صُعُود السُلَّم
إن سألتُك : هل تستطيع صُعود سلّم طوله 100 متر بخطوة واحدة ؟ ما هي إجابتُك ؟هذا هو نفس الشيء بالنسبة لأهدافِك، عليك تجزيئها لأهداف صغيرة يوميّة و تجزيء الأهداف اليومية لأهداف صغيرة أيضاً و هكذا إلى أن تجد نفسك في الطريق السريع نحو النجاح
الإنطلاق أصعب شيء و أروَع طريقة لتسهيل عمليّة الإنطلاق تكمُنُ في تجزيء الأهداف الكبيرة لأخرى صغيرة.
7. تَوَقَّع الأسوَء و تفاءَل بالأفضَل
أهميّة التخطيط
التخطيط يُمَكِّنُك من وضع مختلف التوقعات و طُرُق حلّها و بالتالي يجعَلُ أعمالك بالغة الكفاءة و المرونة.بدون تخطيط (عملية دراسة و كتابة الأهداف قريبة المدى على الورق) لن تتمكّن من تحقيق الأهداف الكُبرى بسهولة، فكتابة الأهداف مع التخطيط تُمكِّنُك من التركيز أكثر على إنجاز الأهداف إن شاء الله، لأنك بذلك تقوم ببرمجة عقلِك الباطن على الهدف حيثُ أنك تستخدِمُ يديك، عينيك و أذُنَيْك في عمليّة كتابة الأهداف.
توَقَّع أسوَء السيناريوهات و اعمَل على إيجاد حُلول لها قبل أن تقع
التوقُّع و التفاؤل
بالطبع عليك بل من الضروري التحلّي بالتفاؤل و حُسن الظن بالله، فكُل المشاكِل التي ستُواجِهُهَا في طريقك للنجاح فيها فائدة و منفعة قد لا تظهَرُ لك من أوّل المشوار لكن ستُفاجؤ عندما تعرفُ الفائدة منها فيما بعدرائع !
أشكُرُك جزيل الشُّكر على إتمام قرائتِك لمقالتي هاته حول أسرار لإطلاق أي مشروع بنجاح
لا تنساني من خالِص دُعائِك و إن كان لديك أي سؤال فلا تتردّد في وضعِه أسفل هذا المقال على شكل تعليق